عندما نسمع كلمة “اليابان” يتبادر إلى أذهاننا واحدة من 3 احتمالات ممكنة: أفلام الأنيمي ومجلات المانجا، الإختراعات التكنولوجية المتقدمة وبرنامج خواطر. وربما قابل أحدكم في مكان ما شخصاً عاشقاً للأنيمي شخصياً أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، والذي سيُذهلك حتماً بمعرفته بقائمة طويلة من هذه الأفلام وتحليله الدقيق للشخصيات حتى لو كانت ثانوية! وربما قد تتساءل في نفسك وتتعجب “ما هذا الإخلاص والتفاني في مشاهدة هذا الكم الهائل ومتابعة كل ما هو جديد!” لكن معرفتك وحفظك لجميع مستجدات أفلام الأنيمي المفضلة وقضاءك ساعات طويلة في مشاهدتهم تعني أنك لا تزال في مرحلة متوسطة من العشق، إذا ما قورنت بالذي شهدته البارحة : أبطال “الكوسبلاي“!
في الأمس، قررت ولأول مرة أن أتوجه برفقة صديقاتي إلى منطقة نيبونباشي في أوساكا – والتي هي بمثابة أكيهابارا في منطقة كنساي– لحضور مهرجانه المجاني السنوي، والذي خُصص له عدة شوارع متتالية، وحضره الآلاف من عشاق الأنيمي كمشاركين وحضور ليحتفلوا على طريقتهم الخاصة بحبهم الأزلي للأنيمي. وتخلل هذا الإحتفال الذي امتد من الصباح وحتى الخامسة مساءً عروضاً موسيقية على المسرح -والتي كانت جميعها على ما يبدو أغاني أنيمي معروفة- بالإضافة إلى الحدث الجوهري وهو استعراض المشاركين لأزيائهم التنكرية أو ما يعرف ب “الكوسبلاي” والتي حاكوا بهم أبطال الأنيمي المفضلين لديهم.
الذين تابعوا تدويناتي السابقة يعلمون كم مرة ذكرت اخلاص اليابانيين وتفانيهم في كل شيء يقومون به حتى لو كان هواية! والكوسبلاي لم يكن استثناءً! فجميع الأزياء كانت مختارة بعناية بدءً من الأقمشة والتصاميم وانتهاءً بالأحذية. تصفيفات الشعر والمكياج وكذلك بعض الإضافات -كالعدسات اللاصقة التي تجعل العيون تبدو أكبر- حولت أشخاص عاديين إلى أبطال أنيمي حقيقيين!
من يذكر الشبح بلا وجه في رائعة هاياو ميازاكي “Spirited Away” والتي حازت على 25 جائزة من ضمنها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
ماذا عن ريوك في “Death Note”؟ لقد كان تقمص هذا الشخص له متقناً.
المضحك أن هذا الشخص قرر تقمص شخصية جيفارا مع أني لا أتذكر أي أنيمي يتحدث عنه!
اللافت بهذا المهرجان أن أكثر المشاركين كانوا فتيات تقمصن أدواربطلات مسلسلات الأنيمي المشهورة -القديمة والجديدة- ، وكن يجلسن أو يقفن في أماكن مختلفة من الشارع ويقمن فقط ببعض الحركات الطفولية (“Cute”)، ولكنك تجد حولهن عدداً كبيراً من المصورين -المحترفبن والهواة- والذين يستمرون بالتقاط الصور لمدة قد تتجاوز ربع ساعة متواصلة! ومعظمهم ان لم يكن جميعهم من الرجال.والسبب؟ لباسهن بالطبع!
ولأن هذا المهرجان يُعد من أكبر مهرجانات المتعلقة بالأنيمي، فإنه يحظى بتغطية اعلامية مرئية ومكتوبة كالتلفزيون الرسمي وبعض الجرائد.
لست متابعة مستمرة لأحدث مسلسلات الأنيمي، لكنني أعرف بعضها ولذا لم أتوانى عن الوقوف بجانب المعلم المكروه من مسلسل “Assassination Classroom” فهو أحد شخصياتي المفضلة.
كانت هذه تجربة مميزة، فبالنسبة لي ولصديقاتي لم نعتد رؤية هذا الجانب من اليابانيين، وخصوصاً أثناء العرض الموسيقي عندما زاد حماس الحضور وبدأوا بالصراخ والرقص بحيوية، فهذا أمرٌ غريب لمن اعتاد الهدوء الياباني! كما كان لنا نصيبٌ في صور المعجبين حيث ربما ظن بعضهم أن ارتدائنا للحجاب جزءٌ من كوسبلاي جديد!
ملاحظة: أشكر صديقتي المصورة السودانية نعمة والتي قامت بتصوير جميع هذه الصور بينما كنت أستمتع بهذه التجربة 🙂