الشاي الأخضر، معشوقة اليابانيين!

هي: “تشربي شاي أخضر؟”

أنا: “شاي أخضر من غير أية إضافات؟ مثلاً مع نعناع؟”

هي: “شاي أخضر نقي 100%، تشربي؟”

أنا: “لا شكرا، مو عاملة دايت!”

هذا الحوار السابق هو ملخص علاقتي مع الشاي الأخضر طوال سنوات عديدة ماضية، حيث عندما  كنت أعقد العزم على الرفق بنفسي والبدء باتباع نظام غذائي صحي جديد، يكون هذا المشروب المر هو أحد متطلباتها الصعبة! فللشاي الأخضر -كما يُقال- فوائد عديدة كالمساعدة في تخسيس الوزن وابقاء البشرة نضرة وووو … وغيرها من الفوائد التي ما تلبث أن تفقد أهميتها حين يحين موعد شرب كأس منها -مع النعناع طبعاً-؛ فأجد نفسي أماطل في شربها لدرجة أنه قد تمر ساعة كاملة ولم أكمل منها سوى ربعها! لماذا دوماً الغذاء الصحي طعمه أقل لذة من غير الصحي؟ سؤال يراودني دوماً!

لذا لم أكن أتخيل بأني سأقابل يوماً أحداً يشرب الشاي الأخضر بشكل يومي وباستمتاع، دون أن يكون السبب الرئيسي هو اتباع ريجيم صحي إلى أن بدأت معيشتي في أوساكا. أول مرة شربت فيها الشاي الأخضر هنا لا يزال محفوراً في ذاكرتي جيداً؛ كان ذلك في أيامي الأولى وكنا ذاهبين لتناول الغذاء في كافتيريا الجامعة لأتفاجأ بأنه تم تخصيص وعاء معدني للشاي الأخضر الساخن مثله مثل الماء ليتمكن الطلاب -السواد الأعظم منهم- من شربه مع أي وجبة من الوجبات الرئيسية. حينها ظننت بأن هذا أمر غير عادي، لكن لاحقاً تبين لي عمق الرابط الذي يجمع الياباني بالشاي الأخضر، فأن يشربه الشخص أثناء تناوله الطعام ليس سوى أول خطوة في حب الشاي الأخضر!

بالنسبة لي الشاي الأخضر نوع واحد فقط، ولكن على ما يبدو لن يتفق أي ياباني معي، فنظرة واحدة إلى هذا الرف في محل تجاري كفيلة بتوضيح السبب:

أنواع مختلفة من الشاي الأخضر

فهناك بودرة الشاي الأخضر المسحوق (أو ما يعرف ب”الماتشا”)، والشاي المحمص (هوجيشا)، و”الكوناشا” المكون من بقايا معالجة الشاي الأخضر وغيرهم. حتى أن هناك نوعاً من الشاي الأخضر الذي أخبرني أحدهم بأنه لا يصنع من أوراق الشاي الأخضر أصلاً! .

وفي مقاهي القهوة، يُقدم شراب الماتشا لاتيه (أي لاتيه الشاي الأخضر) وهو مكون بالأساس من شاي أخضر بالحليب، أو بحليب الصويا. واذا اعتمد تجربة هذا المشروب على الشكل، فإنني أعتقد بأن الكثيرين لن يقوموا بتجربته لكنه يبقى احدى مشروباتي المفضلة.

والتفنن في التمتع بالشاي الأخضر لا يقتصر على شربه فقط بل يمتد إلى تناوله. كيف؟ فلنقل أن الشاي الأخضر يدخل في تصنيع مأكولات غير متوقعة أحياناً.

بوظة بالشاي الأخضر

لربما قامت شركة واحدة فقط بصنع بوظة بالشاي الأخضر؟ يبدو أن هذه العدوى سريعة الإنتشار على نطاق واسع!

بوظة بالشاي الأخضر

وهذه بوظة أخرى بنفس الطعم ، وإن كانت الشركة كورية!

بوظة بالشاي الأخضر

وبوظة ثالثة!

بوظة بالشاي الأخضر

وبوظة رابعة وخامسة!

بوظة بالشاي الأخضر

فسادسة من شركة هاجن داز!

هل يقتصر الأمر على البوظة؟ قطعاً لا. ماذا أيضاً؟ فلتطلقوا لخيالكم العنان وأذهلوني.

اليابان، البلد الأخضر قلباً وقالباً!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*