وأخيراً وبعد طول انتظار، قمتَ(تِ) بحجز تذكرتك إلى امبراطورية الشمس والأرض لا تكاد تسعك من شدة فرحك بتحقق حلمك الذي طال انتظاره. بدأت بتوضيب الحقيبة والتي ربما ستكون شبه فارغة لأنك ترغب بشراء كل ما تذكره من الأنمي المفضل لديك.ماذا تبقى؟ عدُّ الأيام وأمنيتك بأن تمر سراعاً لتخطو بقدميك على أرض اليابان. لكن مهلاً، لا تكن مثلي، فعندما تقدمت للمنحة قبل بضع سنوات وحطت طائرتي في مطار كنساي الدولي،وقامت عائلة مصرية رائعة بتحضير وجبة العشاء وظننتُ حينها بأن الحلال أمرٌ شائع وظننتُ حتى خاب ظني، لم أكلف نفسي وقتها بالقراءة الموسعة عن اليابان قبل التوجه إليها والتي كان من شأنها أن تجنبني الكثير من المتاعب والخسائر المادية وربما بعض الصدمات الثقافية.

لذا إذا كنتَ(تِ) على موعد زيارة قريب أم بعيد مع اليابان، إليكَ(كِ) بعض النصائح العملية لتكون هذه الرحلة تجربة ممتعة:

1. راعي الآداب المتعارف عليها:

أنت في الخارج- شئت أم أبيت- ممثل لبلدك، وفي اليابان قد تكون أول شخص من بلدك على الإطلاق يلتقي به اليابانيون في حياتهم، لذا كي يدوم الود والإحترام عليك بمراعاة بعض الآداب المتعارف عليه هنا.

ومن أبسطها:

– عندما تصعد الدرج المتحرك، التزم الوقوف -عدا في كوبيه وأوساكا- في الجهة اليسرى، حتى يستطيع من هم في عجلة من أمرهم المرور من الجهة اليمنى.

– التزم بالتدخين في الأماكن المخصصة كغرف المدخنين في المباني التجارية، فمن من النادر جداً أن تجد شخصاً يمشي وبيده سيجارة، أو من أجلك أقلع عن التدخين 🙂

– امتنع عن دفع البقشيش تماماً؛ فهي هنا بمثابة اهانة مباشرة لمتلقيها سواءً كان ذلك في مطعم أو لسائق التاكسي و غيرهما.

– لا يوجد العديد من سلال المهملات العامة، لذا احمل معك كيساً تضع فيه قمامتك ريثما تعود إلى فندقك أو تلقيها في السلال المخصصة أمام إحدى متاجر 24 ساعة.

– يقدّس اليابانيون الهدوء لذا امتنع عن الإتصال أو الرد على مكالماتك الهاتفية أثناء تواجدك في القطار والمترو وكذلك الباص.

– واحدة من أسباب تقدم اليابانيين التزامهم القوي بالقوانين؛ لذا أثناء زيارتك لبعض الأماكن السياحية وبالأخص المعابد ستجد لافتات “ممنوع التصوير” احرص أن تتقيد بذلك لأن أي محاولة لخرق ذلك القانون سيضعك في مأزق حقيقي!

2. تنقّل بحكمة:

وسائل المواصلات باختلاف أنواعها مرتفعة الثمن، وما لم تخطط جيداً، فإن جزءاً كبيراً من ميزانيتك ستنفقها فقط على تنقلاتك. ففي أوساكا مثلاً، يمكنك أن تمشي بدلاً من ركوب القطار فالعديد من الأماكن السياحية تقع على بعد بضعة كيلومترات من بعضها البعض. وللمسافات الأكبر، يمكنك ركوب القطار أو الباص لكن تجنب استخدام التاكسي قدر المستطاع، فالعداد يبدأ بستة دولارات ومن ثم ينطلق بعدها بجنون!

نصيحة أخيرة، اذا أردت شراء تذكرة قطار ولا تعرف سعرها قم بشراء التذكرة الأرخص، وقبل الخروج من المحطة ضعها في جهاز تعديل السعر وسيطلب منك أن تدفع فرق السعر، أما اذا اشتريت التذكرة بسعر أعلى فلن يتم ارجاع الباقي لك.

3. لا تقع في مأزق مالي:

على الرغم من أن عدد السائحين حتى شهر يوليو لهذه السنة فاق مليوني شخص، إلا أن اليابان لا تزال تنفتح ببطء من ناحية التعاملات المالية. فالكثير من المحلات والمطاعم لا تزال تفضل التعامل بالنقد على البطاقات الإئتمانية، كما أن السحب الدولي من حسابك المصرفي ليس متوفراً في جميع الصرافات الآلية حتى تلك التابعة لكبرى المصارف اليابانية، وبالمناسبة حتى الصرافات الآلية لها أوقات دوام محددة تُغلق بعدها.

لذا، من باب الإحتياط قم بتصريف مبلغ في بلدك، والباقي في احدى مطارات اليابان أو في احدى فروع بنك البريد. وفي الحالات الطارئة، يمكنك التوجه إلى الصرافات الآلية في متاجر سفن ايلفن (7-eleven) والسحب مباشرة من حسابك المصرفي.

4. سخّر التطبيقات لخدمتك:

عديدة هي التطبيقات التي من شأنها أن تسهل سفرك داخل اليابان ومن بينهم هذه الثلة. لكن إن أردت أن تقوم بتنزيل تطبيق واحد شامل فعليك ب Tabimori المذهل، والذي يحوي على مجموعة رائعة من الأدوات المساعدة: من محوّل العملة إلى دليلك في التنقل (والذي يعتمد على تطبيق Hyperdia) وأماكن تواجد نقاط الإتصال بالإنترنت اللاسلكي المجاني، إلى كتاب الجمل والذي يقدم لك العبارات التي تحتاج إلى قولها أثناء التسوق وفي المطعم وحتى في الحالات الطارئة كالمرض والحوادث.

متى ما ستكون رحلتكم أهلاً بكم في اليابان، وإذا كانت زيارة أوساكا جزء من مخططكم، تواصلوا معي وان شاء الله كما يقال في الأردن “نكسبكم على سوشي أقصد قهوة أو ربما كليهما” 🙂