هل أنت جديرٌ بوقت الآخرين؟ (خلاصة تجربة اجتماعية)

interesting people worth your time

كوني أعيش في بلد آخر-حيث لا أهل ولا معارف- جعلت من التعرّف بأشخاص جدد مهمة أساسية وشبه يومية. ففي كل مناسبة اجتماعية ممكنة – حفلة أو نشاط تطوعي أو غير ذلك-  أبدأ بالتحدث مع أول شخص يبدو عليه ملامح الإستعداد للمحادثة، ولكن -على الرغم من أن مهمتي تكمن في الإلتقاء بأشخاص جدد- عملية التعارف هذه قد لا تؤدي بالضرورة إلى استمرارية التواصل معه/ا فيما بعد. لماذا؟ قد تكون أحد الأسباب أن هذا الشخص ببساطة ممل وغير مثيرٍ للإهتمام!

وعندما تكون أنت أحد طرفي هذه المحادثة ( المُحدث  أو المُستمع)،  قد تتساءل ما الذي يدفعنا إلى الظن بأن الشخص الذي أمامنا يستحق أن نسثمر جزءاً من وقتنا في معرفته من عدمه. وحتى لا تكون الإجابة النسبيبة هنا – لأن هذا النوع من الأسئلة لا يحتمل الإجابات المطلقة- مبنية على رأيي الشخصي، قمت بنشر استبانة قصيرة في صفحتي على الفيسبوك تحت عنوان “ما الذي يجعل شخص ما مثيراً للإهتمام؟” وكانت اجابات المشاركين -من جنسيات مختلفة- متفاوتة إلا أنهم أجمعوا على أنك تستحق وقتهم اذا امتلكت -دون ترتيب معين- :

1. الثقة بالنفس: في قاعة ممتلئة بالأشخاص، لا يسعك محادثة الجميع واذا أردت الإنتقاء، فإن الذين يعكسون ثقة كبيرة بالنفس من خلال تصرفاتهم سيجذيون نظرك سريعاً. وعندما تحادث أحدهم تجده مستمعاً جيّداً، لأنه – وإن كان بجعبته الكثير- يعلم أنه سيتعلم أكثر من خلال الإستماع، وبطبيعة الحال يعجبنا من يتيح لنا المجال للحديث عن أنفسنا. كما أن هذا النوع من الأشخاص لا يخشى أن يعبر عن رأيه أيّاً كان أو أن يتصرف تصرفا ما لأنه يؤمن بقرارته وإن أخطىء فهذا درس يَعتبر منه وليس سبباً للتقليل من قيمته.

2. الشغف: عندما تسأل شخص تقابله لأول مرة عن خططه الحالية فإن طبيعة الإجابة ستحدد مسار الحديث، فإذا كانت باهتة وقصيرة مصحوبة بعبوس، اعلم أن هذا الشخص ليس سعيداً في حياته أو ليس في مزاج للحديث، وفي كلا الحالتين غير مشجع. أما اذا أجابك الشخص بحيوية وانفعال مع بريق يتلألأ في عينيه، فإنك تلقائياً تشعر أن وراء هذا الحماس شخص يعلم تماماً إلى أن يريد أن يصل وماذا يطمح في حياته، وتشعر لا إراديا بأنك تود الإستمرار في محادثته والشعور بهذه الطاقة الرائعة؛ لأنك اذا أردت أن تصبح شغوفاً يجب أن تُحيط نفسك بالنابضين بالحياة!

3. ابتسامة رائعة: هذه صفة لا يختلف عليها اثنين، فالمبتسم يعطيك شعوراً مشجعاً بالإقتراب، واذا بدأت بمحادثته تشعر بشعور ايجابي لا متناهي. والإبتسامة معدية أيضاً، فتبتسم أنت الآخر وببساطة تشعر بأن العالم اليوم أجمل. مَن منا لا يريد هذا لنفسه؟

4. أسلوب تعامل راق: هل ستبادر بالتحدث مع شخص لا يتصف باللباقة؟ وهل سيهمك التعرف على شخص رأيته فظاً في التعامل ولا يراعي آداب الحديث؟ قطعاً لا، حتى لو كان هذا الشخص منبعاً للعلم أو شخصية معروفة؛ فالأخلاق الإنسانية أساس العلاقات الودية.

5. أسلوباً في الحوار وعمقاً في التفكير: في البدايات نتحدث بالرسميات كالإسم والمهنة ….الخ ثم يبدأ الحوار في مواضيع مختلقة؛ فإذا كان الشخص قارئاً جيداً، وعلى اطلاع دائم بمجريات الحياة اليومية سيكون لديه الكثير ليشاركك به من معلومات ووجهات نظر. إلا أن الثقافة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يرافقها أسلوب جذاب ومتسلسل في طرح المواضيع حتى تجد نفسك  مستمتعاً ومتعطشاً للمزيد.

قد يقول أحدكم ” هذه أمور يديهية!” لكن فعلياً كم منا يمتلك أو يعمل على امتلاك هذه الصفات؟ أو يعتقد بأهمية هذه الصفات في مسيرته الحياتية؟ باعتقادي أنه بإمكان أي منا أن يكون ذلك الشخص الذي يرغب العديد في محادثته واستثماراً ناجحاً لأوقات الآخرين، كل ما علينا هو تحديد الصفة التي نرغب باكتسابها والرغبة بالعمل بخطوات مدروسة لاكتسابها. والآن، من يرغب بأخذ تحدي التغييرالإيجابي؟

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*